وصف النبي (ص) كأنك تراه

الحمد لله رب العالمين،العليم القدير،الرؤوف الرحيم،والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد

الصادق الآمين الذي بعثه الله رحمة للعالمين.

من المعروف أن البشرية لم تعرف طيلة تاريخها الطويل شخصية إجتمعت لها صفات الكمال من

رب العالمين كشخصية الرسول (ص) ولم يحظ أحد على مرّ الأزمنة والعصور بالبحث والعناية

والتاريخ وتدوين المواقف والأحداث والجزئيات حتى البسيطة منها كما نالته شخصية الحبيب

المصطفى،كل مراتب الكمال في قومه فكان أفضلهم حديثا،وأوفاهم عهدا ووعدا،وأعظمهم

نفسا،وأطهرهم سريرة،وأرحمهم بالضعيف والمسكين،وقد أحبّه الصحابة وفاضت قلوبهم بإجلاله

وإكباره،فقد فقهوا (رضوان الله تعالى عليهم) أن المعرفة تولد الحب،لهذا كانوا حريصين على أن

تكون الصورة التي يقدمونها لمن سيأتي من بعده عن هذا الرجل العظيم دقيقة،نابضة بالحياة،مشعلة

بأنوار الهدى،متدفقة بأسرار المحبة والحنان والعطاء كأننا نرى الحبيب (صلى الله عليه وسلم)

رأي العين، يقول المنتمي إلى حضرة الحبيب وشاعر النبي(ص) محمد ابن الشيخ خليل ابن الشيخ

محمد الخطيب:لم يسمع الناس بعد القرآن الكريم بكلام أعمّ نفعا ولا أصدق لفظا ولا أعدل وزنا

ولا أفصح عن معناه ولا أبين عن فحواه من كلام سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم).

لأنه الكلام الذي قلّت حروفه،وكثر معناه،وجلّ عن الصنعة،وتنزّه عن التكلف،ولم ينطق عن الهوى

(إن هو إلا وحي يوحى علّمه شديد القوى)، وألقى الله المحبة عليه،وغشاه بالقبول،واجتمعت فيه

المهابة والحلاوة،وكتب الناس في فنونه المختلفة وضروبه المتنوعة.